مصحات علاج الإدمان |
تكلفة الحصول على خدمات مصحات علاج الإدمان
تختلف تكلفة خدمات مصحات علاج الإدمان عن بعضها البعض، ففيما تكون هناك بعض البرامج العلاجية المجانية، توجد كذلك برامج أخرى تُكلف آلاف الجنيهات.
وعلى كل حال فإن مصحات علاج الإدمان بإمكانها توفير وإتاحة فرص الشفاء لأي شخص بشرط تواجد الرغبة الجادة والصادقة من جانبه للتعافي.
ربما يحتاج الالتحاق ببرامج العلاج المجاني للانتظار وقت طويل، فقوائم طالبي حلول للإقلاع عن الإدمان بالمصحات والمراكز الحكومية أصبحت طويلة وأعداد من بها غير محدودة بالشكل الذي قد تتفاقم معه مشكلات المريض الصحية والنفسية، لذا تمثل البرامج منخفضة التكاليف بالمراكز الخاصة حلًا وسط للتغلب على الصعوبات المادية من جانب، بالإضافة لأنه ووفقًا لنصائح أطباء السموم فكلما وجدت الحلول بشكل أسرع ساعد ذلك في تقليل الزمن اللازم للتعافي.
وعلى مدى سنوات طويلة كانت مراكز ومصحات علاج الإدمان نقطة انطلاقة للكثيرين نحو تغيير حياتهم للأفضل بعدما هوت أقدامهم ببرك المخدرات ومستنقعاتها المقززة والتي تفوح منها دائمًا كل الروائح الكريهة.
فمن خلال الخدمات التي تقدمها هذه الأماكن تحقق النجاح وأمكن شفاء حالات ظلت عصية على العلاج، مسببين أصحابها الحيرة والريبة لأهلهم وذويهم، صانعين للمشكلات أينما ذهبوا وحلوا.
خدمات مصحات علاج الإدمان ودورها في تحديد التكاليف:
تتوقف تكلفة العلاج من تعاطي وإدمان المخدرات على بعض العوامل، أحدها هو مستوى الرعاية المقدمة للمرضى، إلى جانب نوع المخدر نفسه المدمن عليه، فكل صنف ضمن أصناف المواد المخدرة يحتاج لبرنامج علاجي متخصص، وليست كل المخدرات يشفى منها ببرنامج تعافي واحد، كما تساهم الإقامة بالمراكز العلاجية في مسألة زيادة التكاليف، فيما تنخفض هذه التكلفة عند الاكتفاء بالتردد على العيادات الخارجية.وفيما يلي شرح لخدمات مصحات علاج الإدمان بالتفصيل:
جلسات تنظيف الجسم من السموم (ديتوكس):تحتاج بعض حالات مرضى الإدمان للخضوع لما يسمى بجلسات تنظيف أو تخليص الجسم من السموم والتي تشبعت الأجهزة
الحيوية كالكبد والدم منها نتيجة لتعاطي المخدرات.
تختلف طبيعة وطريقة هذه الجلسات المعروفة باسم (ديتوكس) بحسب نوع المخدرات المدمن عليها، فعلى سبيل المثال تكون الجلسات الخاصة بـ مدمن الترامادول غير تلك المقدمة لمدمني الأفيونيات كالهيروين.
كما يختلف عدد الجلسات اللازمة لكل حالة باختلاف كمية السموم الموجودة بالجسم و استجابة الحالة للعلاج وفترة الإدمان نفسها، فهناك بعض الحالات تحتاج جلستين أو 3 جلسات، فيما قد تحتاج حالات أخرى لأكثر من 6 جلسات.
وفي الأغلب يكون المرضى الذين يحجزون للعلاج الداخلي بالمصحات لفترات أطول نتيجة لسوء حالاتهم هم الذين يحصلون على جلسات أكثر من غيرهم.
وهناك أنواع أخرى من المخدرات قد لا يحتاج التعافي منها لخضوع المريض لجلسات السموم، وهم بالأغلب مدمني القنبيات كالحشيش والماريجوانا، والمخول لهم تحديد ذلك هم الأطباء المعالجون.
الإقامة الداخلية بالمراكز والمصحات العلاجية:
بعض الحالات التي يكون إدمانها على مواد مخدرة شديدة الخطورة و الإدمانية يتطلب علاجهم عزلهم عن البيئة الخارجية لأجل نجاح عملية العلاج، فقد تكون البيئة هي العامل الأساسي وراء إدمانهم، بالإضافة لأن أعراض الانسحاب نفسها تحتاج إلى وضع المريض تحت الرعاية والملاحظة الدقيقة حتى لا تتطور الأعراض ويقدم على إيذاء نفسه أو الآخرين.وتتراوح فترات الإقامة بالمراكز العلاجية بين أسبوع وحتى السنة الكاملة المكونة من 365 يومًا، والذي يحدد هذه المدة حالة المريض ورغبته واستجابته للعلاج، فالشفاء من الإدمان يحتاج لما جلسات السموم والأدوية، فالتعافي الكامل يتطلب برامج شاملة يلعب الطب النفسي فيها دورًا حاسمًا وفعالًا، حيث تعاد صياغة شخصية المريض مرة أخرى وبنائها على أسس وقيم حميدة تتعاطى مع المشكلات والمؤثرات بشكل آخر عما كانت تفعل بالسابق.
وتكاليف الإقامة الداخلية تختلف من مركز لآخر، فبعضها يقدم إقامة فندقية كاملة ويوفر للمرضى النزلاء جميع وسائل الرفاهية مثل الغرف الفردية الكبيرة، وحمامات السباحة، وصالات الألعاب الرياضية، فيما تقدم مراكز ثانية إقامة جيدة أيضًا ولكن بمستوى أقل، وكذلك تقدم مراكز ثالثة خدمات علاجية لا بأس بها ولكنها تفتقر لوسائل الترفيه بمقارنتها بالحالتين الأولى والثانية.
علاج الإدمان بالعيادات الخارجية:
برامج علاج الإدمان بالعيادات الخارجية للمراكز والمصحات تعتبر أقل من حيث التكلفة عند مقارنتها بالإقامة الداخلية، ولكن ليست كل الحالات يناسبها هذا الأسلوب في التعافي، فنسبة كبيرة ممن تتوافق معهم تلك البرامج يكونون ضمن الفئات الإدمانية الغير معتادة على أنواع خطيرة.وتعتمد أسعار خدمات برامج العيادات الخارجية على عدد المرات التي يتردد فيها المريض عليها ليتلقى الدعم والرعاية، وطول مدة الجلسات نفسها التي يحصل خلالها على الدعم ليساعده في الشفاء والتعافي والإقلاع.
الأدوية:
تؤثر نوعية الأدوية المستخدمة في العلاج على تكاليف وأسعار خدمات التعافي من الإدمان، ونسبة حالات الإدمان التي يتطلب علاجهم تناول العقاقير بشكل أكبر من غيرهم هم مدمني الكحوليات والمواد الأفيونية والأمفيتامينات، فيما لا تحتاج حالات الإدمان على المخدرات الأخرى لعلاج دوائي بنفس الدرجة.
خدمات مصحات علاج الإدمان غير مكلفة؟
لا شك أن الخدمات التي تقدمها المراكز المتخصصة في علاج الإدمان تعتبر غير مكلفة بمقارنتها بما ينفقه المدمنون لأجل شراء المواد المخدرة، بالإضافة لتراجع قدرتهم على العمل والإنتاج وجمع ذلك على التكلفة الإجمالية للإدمان.من المحتمل كذلك أن يؤدي تعاطي المخدرات لتعرض الشخص المدمن للمشكلات القانونية المتمثلة في إحراز واستخدام مواد ممنوعة وهذا ربما يكلف عشرات الآلاف من الجنيهات ويفقده مستقبله، لذا يمكن القول بكل ثقة أن تكلفة العلاج أقل بمرات مما يؤدي إليه الإدمان، وكم يساوي ذلك في سبيل التعافي والشفاء وعيش الحياة بشكل صحي أفضل.
لا تعافي بدون برامج علاجية:
مع انتشار قنوات الاتصال نتيجة للثورة التكنولوجية التي تخترق بأدواتها العالم تزيد نسبة الإدمان على المخدرات والكحوليات، حيث تمثل أدوات التكنولوجيا إحدى وسائل الترويج والتحفيز على التعاطي.بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فقد ارتفعت نسبة تعاطي المخدرات بالعالم إلى 5% خلال العامين الماضيين 2016 ـ 2017، مما يدل على أن المخاطر باتت تقترب من الجميع، ولو لم تفلح مساعي التوعية من أضرار الإدمان فلا حل إلا العلاج.
تشير دراسات طب وعلاج الإدمان إلى أن من بين كل 10 متعاطين على المخدرات يحصل شخص واحد فقط على العلاج المناسب، فيما يحاول أو لا يحاول الـ 9 الآخرين الإقلاع بالوصفات غير العلمية ونصائح الآخرين ولكنهم يفشلوا!
فمفهوم علاج إدمان المخدرات أكبر من الامتناع عن تعاطي مادة ضارة، بل يتعدى ذلك بمراحل، فالإدمان مرض نفسي تلعب الظروف الاجتماعية والبيئية وضغوط الحياة دورًا في جعل أعراضه تطفو على السطح، لتنتظر حتى يلتقط المريض الطعم ويستخدم المخدرات لتشرع بفرض سيطرتها على حياته وتسوقه لحيث ما تشاء الأهواء والرغبات لتحقيق الملذات.
يعني ما سبق أن التكاملية في علاج الإدمان أمر يتوقف عليه الشفاء والتعافي، وهذا هو جوهر عمل المراكز والمصحات العلاجية، فهي تسعى من خلال فرق متخصصة تتألف من أطباء السموم وأطباء الصحة النفسية وأطقم التمريض المتمرسة بطب الإدمان لتحقيق التجانس فيما بينها وفقًا لخطط موضوعة سلفًا يحدد بنودها حالة المريض وتاريخه المرضي والإدماني، للوصول به لشط بحر التعافي، ومساعدته على اتقاء شرور المخدرات بقية حياته.
ولا يتوقف علاج الإدمان عند التعافي والتوقف الدائم عن تعاطي المخدرات، بل يمتد إلى تعليم الشخص المريض لطرق التعامل مع المرض النفسي القابع بداخله والذي يخرج في شكل سلوكيات وتصرفات وميول غريبة تصل للتطرف وإيذاء نفسه ببعض الأحيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق