علاج إدمان الفتيات.. بنات حواء يقعن في غرام المخدرات
كأن مشكلات إدمان الذكور قد وجدَت لها الحلول ليتفرغ إبليس وأعوانه في غواية بنات حواء على الوقوع في غرام المخدرات، وما يتطلبه ذلك من ضرورة إيجاد علاج إدمان الفتيات.فعام بعد عام تتزايد نسب من يتعاطون المخدرات بمختلف أنواعها من الجنس الناعم، وهذا يلقي بظلاله على المصحات لمحاولة إيجاد علاج إدمان الفتيات.
للأسف الشديد فقد خرجت هذه المشكلة من حيز أن لكل قاعدة شواذ، لتصبح ظاهرة عامة لا ينكر أحد وجودها.
في ظل حالة من الضبابية وعدم وضوح للرؤية تخرج بعض التقارير الرسمية الصادرة عن حكومات ومنظمات الأمم المتحدة لتؤكد أن إدمان الفتيات ببعض الدول العربية يصل لما بين 30 ــ 40% من إجمالي أعداد مدمني المخدرات.
كارثة بكل المقاييس:
بالتأكيد فإن إدمان الفتيات هو كارثة بكل المقاييس، فكيف تمكنوا من كسر جدران الخوف بداخلهن ليتساقطوا واحدة بعد الأخرى فيسعير المخدرات وبغفلة من الزمن؟
أبحث عن أصدقاء السوء:تلك العبارة هي الحل ومفتاح اللغز، فلكل بنت قصة مع إدمان المخدرات تبدأ بصديق أو صديقة يكتب أو تكتب هو أو هي أول سطورها.
فمن غير المعقول أن تستوعب أي فتاة مهما كانت جرأتها وتهضم ما ينشر ويذاع عن المخدرات، وتترك منزلها وتذهب بمفردها لشراء جرعة مخدرات من أحد أوكار بيع الصنف.
القصة كما سبق الإشارة يجب أن تبدأ من عند طرف ثان تقتنع معه أو معها الفتاة بالمخدرات فتجربها وتستمر بعد ذلك بتعاطيها، حتى يصل بها المطاف بالنهاية لأن تصبح مدمنة.
أسباب اندفاع بنات حواء نحو الإدمان ووقوعهن فيه:
هناك العديد من العوامل التي تدفع بالإناث للإدمان على تعاطي المخدرات، والتي يختلف بعضها ما بين عوامل نفسية وأسرية وبيئية اجتماعية.وفيما يلي بعضًا من أبرز هذه العوامل:
العوامل النفسية:
تعاني الكثير من البنات من أعراض مرض الإدمان فهن كالذكور في الجينيات وخلايا الجسم، وإن كن يختلفن عن الذكور في الهرمونات والطباع.الإدمان بحد ذاته مرض نفسي يجذب المصابين به دون إدراك منهم لطبيعة ما يدور بداخلهم من صراعات ليستقر بهم الحال أمام مشهد التعود القهري على تناول بعض العقاقير المخدرة، ويجدون فيما بعد صعوبات بالغة في التخلص من تلك الحالة التي وصلوا إليها.
جانب أعراض مرض الإدمان، تعد الإناث أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الاكتئاب، ومرض الاكتئاب هو أحد البوابات الذهبية للدخول لعالم الإدمان، فالمصابات بأعراض هذا المرض النفسي المراوغ يعانين بشكل دائم من الحزن والغم، والتعب الجسدي والتشتت الذهني، وهن لا يترددن في تعاطي أي عقار طالما وجدن فيه ما يشعرهن بالسعادة.
العوامل الأسرية:
الأسرة هي المؤسسة الأولى للتربية والتنشئة، وهي النواة الأساسية للمجتمع، فتماسكها ورقيها يعني تماسكه ورقيه، وتفكهها وانحلالها وانحطاطها يعني تأثر المجتمع كله بذلك أيضًا.ترتبط أزمة إدمان الفتيات على المخدرات بشكل رئيسي بما أصاب الأسر العربية من تصدعات سقطت معها الكثير من القيم الدينية والاجتماعية.
بل تؤكد الدراسات العلمية أن زيادة حالات التفكك الأسري هي السبب الرئيسي في زيادة نسب إدمان الإناث، سواءً كن مراهقات أو بالغات، والتفكك الأسري لا يحدث بالطلاق وحده والذي وصلت معدلاته لأرقام غير مسبوقة، بل من الانشغال وغياب الروابط وثقافة الاحتواء داخل الأسر نفسها وبين أفرادها.
وإذا لم يجد الأبناء وخاصة الفتيات من يحتضنهم ويحرص على تدبير شئونهم من آبائهم وأمهاتهم فإنهم يصبحون أكثر كرهًا للنظام الأسري متمردين على كل قواعده، وناقمين غير مؤمنين بكل المبادئ.
كل ما سبق يؤدي بالفتيات لأن يصبحن أكثر ميولًا للتجربة، وبالتالي تلتقطهن شباك المخدرات بسهولة.
عوامل بيئية واجتماعية:
تبدأ العوامل البيئية والاجتماعية التي تساعد على انتشار ظاهرة إدمان الفتيات من حالة التكتم الاجتماعي ورفض الاعتراف بوجودها، وفي المقابل تتوفر المخدرات بحيث يمكن شرائها بكل سهولة وأمان، وكذلك تمطر يوميًا وسائل الإعلام مشاهديها بآلاف الرسائل العلمية المحفزة على التعاطي.تساعد حالة الانفتاح التي تعيشها المجتمعات العربية كنتيجة طبيعية لثورة الاتصالات التي تخترق كل سماوات العالم مع اختلاطها بالعوامل البيئية السابقة في إفراز سلوكيات سلبية كثيرة، ومن بينها إدمان وتعاطي المخدرات.
تؤكد العوامل السابقة وبما لا يدع مساحة للتأويل أو المزايدة، أنهن ضحايا لمشكلة إدمان المخدرات الموجودة بالمجتمع، وهي الأزمة التي لا تستطيع الحكومات بجيشها وأجهزتها الأمنية وأذرعها الإعلامية والثقافية إيجاد حلول نهائية لها، وهذا يعني ضرورة العمل والتفكير خارج الصندوق لإنقاذ بناتنا من المخدرات ومخاطرها التي قد تؤدي للوفاة.
والإنقاذ وعلاج إدمان الفتيات يبدأ دائمًا بالاعتراف بوجود المشكلة والبحث لها عن حلول، ولحسن الحظ أن مراكز علاج الإدمان تتابع ما يجرى بالساحة وتعد عدتها للتدخل متي يطلب منها ذلك.
خدمات مراكز علاج إدمان الفتيات:
تصنف مشكلة إدمان الفتيات للمخدرات ضمن المشكلات شديدة الحساسية، فإذا كان المجتمع يلفظ المتعاطين الذكور مرة، فإنه يلفظ ويوصم الإناث ألف مرة.ولتخطي تلك العقبة تفرض المراكز العلاجية ستارًا حديديًا حول عملية العلاج والتعافي عند بدايتها وحتى نهايتها، فلا شيء يهم أولياء الأمور بعد صحة بناتهن أكثر من سمعتهن ومكانتهن الاجتماعية.
ولتحقيق السرية الكاملة خلال علاج إدمان الفتيات، أنشأت مراكز التعافي أقسامًا معزولة خاصة فقط بالفتيات لا يدخلها ولا يتردد عليها سوى الأطباء وأطقم التمريض، فيما يسمح فقط لمرافق أو أثنين على الأكثر من ذوي المرضى بالاقتراب منها.
بشكل عام فإن علاج إدمان الفتيات على المخدرات لا يختلف كثيرًا عن علاج الفتيان والشباب، وبالرغم من ذلك فهو أصعب وقد يحتاج لوقت أطول، ويرجع الأمر للطبيعة الأنثوية نفسها، حيث تكون درجات وأعراض المرض أكبر، ويكن هن أشد تمسكًا بها.
وتتغلب مركز علاج إدمان الفتيات المحترفة والتي تتمتع الأطقم الطبية العاملة بها بالخبرة على جزئية العاطفة التي تنشأ بين بنات حواء والمخدرات، بزيادة جرعات الرعاية المعنوية والشمول بالعطف، والذي قد يكون عدم حصولهن عليه بمنازلهن هو ما ساقهن للإدمان.
وتفحص المريضة بالمركز العلاجي بطريقة شاملة (صحيًا ــ نفسيًا ــ اجتماعيًا)، ويحرص الفريق الطبي على استكمال كل البيانات، وفيما بعد يعاد التدقيق فيها للخروج منها بالأسباب الرئيسية التي تقف وراء إدمانها.
تقدم بمراكز علاج إدمان الفتيات مجموعة من الأدوية الحديثة المضادة للمخدرات بجميع أنواعها، والتي تشمل:
- الكوكايين.
- الهيروين.
- الترامادول.
- الحشيش.
- الماريجوانا.
تساعد تلك الأدوية على الحد من تأثير الأعراض الانسحابية للمخدر المدمن عليه، وتقلل الآلام المتولدة عن توقف التعاطي.
بزوال الصدمات الأولى للأعراض الانسحابية تبدأ الحالات المرضية بالتحسن التدريجي، ومن ثم يخضعن لنظام غذائي يناسب كل واحدة منهن وطبيعتها، ومدى الضرر الجسدي الذي خلفه تعاطيها للمخدرات، ويكتشف الأطباء من التدقيق بالتاريخ النفسي والاجتماعي للمرضى بعض المقومات الشخصية التي يساعدوها على تنميتها لتصبح أقوى في مواجهة تقلبات الحياة.
بالإستماع لصوت المريضة والإنصات الجيد لما تشتكي منه، يعاود الأخصائيين النفسيين تصحيح بعض المفاهيم لديها، كما يمدونها
بالمعلومات الكافية والوافية عن مرض الإدمان، ويشركونها في التوصل لخطة تساعدها على النهوض من كبوتها.
بمجرد أن تستطيع المتعافية الاعتماد على نفسها والتفكير بشكل منطقي يسمح لها بالخروج من مركز العلاج، على أن تستمر بالتردد عليه بين الحين والآخر لكي تخضع للفحص الطبي والنفسي للتأكد كونها تسير بالطريق الصحيح أو عادت للمخدرات مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق